حين بلغت السبعينَ شجون : عوض ضيف الله الملاحمة

Husam10 يونيو 2022آخر تحديث :
حين بلغت السبعينَ  شجون : عوض ضيف الله الملاحمة

افاق الاخبارية

حين بلغت السبعينَ

شجون : عوض ضيف الله الملاحمة

كَبُرتُ .. نَعم كَبُرتُ .. أنا .. حِين بَلغتُ ..السبعينا
إنحنى ظَهري .. شوقاً .. للأرض .. وحُباً .. وحَنينا
وعَوداً لأصلِ الخَلقِ .. فالصلصال .. أصلُهُ.. طِينا
لم يَنحنِ ذُلاً .. ولا إستكانةً .. رغم طول .. السنينا
لم .. ولن أطأطأ رأسي ..وسأبقى .. عزيزاً .. كريما
السنون مَرَّت مَرَّ السحاب .. هل عمري كان طويلا !؟
من طفولة الشقاء في قريتي زحوم .. أَشعلت قنديلا
وتَغذَّت مشاعري مُبكراً .. بالفكر القومي .. الأصيلا
وفي الكرك الثانوية .. تَعزز عندي أن لا أكون .. ذليلا
والى بغداد العروبة .. سافرت .. باحثاً .. عن التأهيلا
فزادتني تنويراً .. وتأهيلاً .. وقولبتني لأكون .. صِنديدا
وعُدّْتُ الى وطني .. ذاك المُتفتح .. حاملاً .. التأهيلا
فَلفَظَني وطني .. ومَنعني .. وعاملني كَمن يَقتُل قَتيلا
تَوجهت شَطر إمارات زايد الخير .. فإستُقبِلتُ بالتهليلا
وعِشتُ سيداً محترماً مُهاباً .. لكنَّ في داخلي .. نَحيبا
أَنتَحِبُ غَيرَ مُصدقٍ .. بالفرق بين بلدي الذي أقصاني
وبين بلد عربي إحتضنني .. هل لغيرِ القومية .. بديلا
جُبت أقطار العالم .. وفي كل بلدٍ .. أُشعِلْ بها قنديلا
قِنديل خُلقٍ .. ونُبل قيمٍ .. ما إستطعت الى ذلك سبيلا
فَرَّ العُمرُ وحاولتُ تَلقُّفَهُ .. لكنه أبى التأخير والتأجيلا
لم أَعُد أعبأ به .. بعد فَقْدِ والدي .. ووالدتيَّ .. وأخويّا
صالح ومصلح .. أماتاني .. بموتهما .. ولا يُفِدِ العويلا
لم يسبق لنا ان إختلفنا .. أبداً .. وكُنّا لبعضِنا .. عَونا
كانا يُصَدِراني المجالس .. وهما أكبر مني .. قَدْراً وعُمرا
عزائي بأبنائهما الصيد .. فهم لي سنداً .. يَفِلُ الحديدا
وها قد حَطت رِحالي .. وتقاعدتُ .. وبلغت السبعينا
نَاخَ الجَمل لكني بِهمةِ الشباب مهما تَعدَّدتِ السكاكينا
وسأبقى مُدافعاً عن عروبتي لا ولن أرتضي عنها .. بديلا
إذهب أيها العمر وإنقضي .. أدري بك لن تكون طويلا
وأسرعِ الخطى ..وإنطلق ما إستطعت الى ذلك سبيلا
فلا مساومة .. ولا مهادنة عندي أبداً ..ولا أهاب الموت
لانه سيأتي .. فهو قادم .. أكان العمر قصيراً ..أم طويلا

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه