الشهيد

افاق الاخبارية

الشهيد
بقلم ” يسارخصاونة
صدره سياج الوطن ، ودمه عطر تراب الوطن ، وفي بيته كان ضحكة لصغاره وزغرودة أمه ، وحضن أخته ، وقبلة على يد والده ، كانوا جميعهم يعلمون أنه شهيد حين اختار أن يحرس الوطن ، كان أصدقاؤه يهنئونه عند كل رتبة ويبتسم ، وكان هو ينتظر رتبة الشهادة ليسمع من الملائكة التهنئة ويبكي فرحاً ، وشوقا الى ازهار روحه وقرب اللقاء ، كانت العائلة تفرح بإجازته حين يعود إليها ، ويطل عليها بوجهه القمر من بين النجوم ، ولم تشغله الدنيا ، فقد كان يخط دروبه بارتفاع روحه ، نحو أُفق بعيد ، واليوم عاد إلى منابت روحه ومحبيه ، عاد الى من انتظروه طويلاً فراس العجلوني ومعاذ الكساسبة ، فقد كانوا على يقين من قدومه ، فكل جندي هو مشروع شهيد ، فعانقهم ، ونظر إلينا بدمعة هامساً ؛ لكم الله يحرسكم ، ويصبركم ، ولي ما عند الله للشهيد ، لم نقل شيئاً سوى الصمت وصوت الذهول ، لكن زوجته قالت : انتظرني يا محمد ، فقد انرت لنا دروب المجرات ، فقال : اسلكوا طريق الصبر والشهادة ، ومسح الدمعة وابتسم .

 

Scroll to Top