الدكتور بَدرانْ .. غَضبانْ .. لأن التَعليمَ .. مُهمَل ويُهانْ

Husam17 يناير 2022آخر تحديث :
الدكتور بَدرانْ .. غَضبانْ .. لأن التَعليمَ .. مُهمَل ويُهانْ

افاق الاخبارية

الدكتور بَدرانْ .. غَضبانْ .. لأن التَعليمَ .. مُهمَل ويُهانْ

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
( الجزء الأول ١–٢ )

العلماء والمبدعون في وطني المنكوب كُثر ، منهم معالي الصديق الأستاذ الدكتور المهندس / إبراهيم بدران — حيث أهداني مشكوراً نسخة من مؤلّفه الجديد — بعنوان (( إنطلاق التعليم / إشكالية التحولات الحضارية في المجتمع العربي )) . الدكتور ابراهيم بدران أتحف ، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الثرية ، الغنية بالمعلومات ، المستندة الى أرقام وإحصائيات وتحليلات علمية دقيقة . حيث تزيد عدد مؤلفاته عن ال ( ٢٧) مؤلفاً غنياً ، وثرياً ، لا بل متفرداً في انتقاء المواضيع والاحصائيات وعمق المحتوى والتحليل . نذكر منها : — [[ الإبداع في إدارة المشاريع / مستقبل العلاقات العربية العربية / الآفاق المستقبلية للزراعة في الأردن / الديمقراطية والدولة والمجتمع / قراءات في المسألة الاقتصادية الوطنية / قراءات في المسألة الإسرائيلية / عقول يحاصرها الضباب / الطاقة في عالم متغير / دراسات في العقلية العربية / التاريخ والتقدم في الوطن العربي / في الفكر والثقافة والتقدم / الأردن والوسطية / قضايا التنمية في الوطن العربي / الطاقة في الأردن / الطاقة النووية وحادثة تشيرنوبل / مشكلات العلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي / العلم والتكنولوجيا والتنمية / موسوعة العلماء والمخترعين / دليل هندسة الإضاءة / التوصيات العامة للإنارة / الهندسة والمهندس المفاهيم والأساسيات .. الخ ]] .

أرجو من القراء الكرام ان يلتفتوا الى ان هذا المُؤلَّف الثري الغني لا يسمح للكاتب ان يختصر او يختزل لان التعدي عن ، او حذف جملة واحدة يُحدث خللاً يؤثر على تتبع وإسترسال القاريء لشدة ترابطه . كما ارجو الانتباه للتساؤلات العلمية الواقعية التي يحتويها الكتاب للتأشير على مناطق الخلل التي تتطلب حلولاً .

في مقدمة الكتاب أشار الكاتب الى مقولة مشهورة عن التعليم للزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا حيث قال : (( إن التعليم هو أقوى سلاح يمكن استعماله لتغيير العالم )) . كما ذكر حكمة صينية تقول : (( إذا كنت تخطط لسنة واحدة فأبذر الرز ، واذا كنت تخطط لعشر سنوات فإزرع شجرة ، واذا كنت تخطط لمدى الحياة فعلِّم الناس )) .

أصدر معالي الاستاذ الدكتور المهندس / ابراهيم بدران ، مؤلَّفاً قّيّماً بعنوان (( إنطلاق التعليم / إشكالية التحولات الحضارية في المجتمع العربي )) . ولأهمية هذا الكتاب ، خاصة في ظروف إنحدار مستوى التعليم في الوطن العربي عامة والأردن خاصة ، وددت ان أُلقي الضوء على بعض العناوين ، لتعريف المهتمين بأهمية ، وتميز ، ومصداقية المحتوى ، الذي يرتكز على إحصائيات وأرقام صادرة عن جهات علمية عالمية مصداقيتها عالية .

أشار المؤلِّف الى الديناميكية الغائبة ، حيث حين نتفكر في فضاء التعليم والتربية بعمق وتبصر ونبحث في الاهداف التي ترمي اليها المنظومة التعليمية نجد ان التربية والتعليم بالاضافة الى : فتح بوابة العلم أمام المتعلم ، وصقل شخصيته سلوكياً ، وثقافياً ، ووطنياً ، وإنسانياً ، وإكسابه مهارات التعليم ، والتعلم ، والتفكير النقدي ، وحلّ المشكلات ليصنع مستقبله كما يريد ، فهي من منظور المجتمع ، والدولة الحديثة ، وحتى يكون هناك مبرراً للاستثمار فيها ، تسعى الى بناء محرك اجتماعي اقتصادي ثقافي جديد ، وقوده مدخلات العلم ومتغيراته ، ودافعية المتعلمين ، ومستجدات التكنولوجيا وتطوراتها ، والابداع والابتكار وتجلياته ، ويدفع باتجاه الارتقاء والتقدم .

ويشير المؤلِّف الى اننا حين ندرس تاريخ التقدم والنهوض في اوروبا او امريكا او اليابان او الصين او الهند ، منذ القرن الخامس عشر حتى اليوم ، نلاحظ حجم وعمق تأثير تلك الديناميكية الخلّاقة التي تولدت عن ترافق وتزامن التصنيع ، والتعليم ، والاقتصاد ، بحيث اصبح المجتمع المتقدم او الناهض على استعداد للتغيير ، فهو يسابق نفسه في قطع مراحل التحوّل ويسابق الزمن للوصول الى المقدمة . واستطاعت تلك البلدان ان تقيم المؤسسات الراسخة ، وتبني اقتصاداً إنتاجياً متماسكاً وقوياً ، وان تحل اشكالية الحكم والسلطة ، فتحركت نحو الديمقراطية والليبرالية والرأسمالية لتصبح طريق الحكم والادارة بدلاً من الانفراد والسلطوية والايديولوجية . كما طورت تلك البلدان من الحاكمية الرشيدة والشفافية والمساءلة آليات مناسبة للضوابط والتوازنات ، لتصبح قادرة على تقليل الأخطاء وتصحيحها في الوقت المناسب . وللتدليل فمؤشر الديمقراطية في النرويج مثلاً ( ٩,٨٧ من ١٠ ) ، بينما في الأردن ( ٣,٩٣ من ١٠ ) . ودليل أدائية الحكومات في النرويج مثلاً ( ٩,٩٤ من ١٠ ) ، بينما في الأردن ( ٤,٢٩ من ١٠ ) !؟ وهذا يعني ان مركب التربية والتعليم لم يفلح حتى اليوم في إحداث التحولات التي أحدثها نظيره في اوروبا او الصين وغيرها . حيث نادراً ما نسمع عن جامعة عربية خَرَجَتْ باختراعات ، او اكتشافات ، او ابتكارات ، او تطوير صناعة او تكنولوجيا معينة تساعد على تغيير حياة المواطن ، او وضعت دراسات وابحاثاً قابلة للتطبيق لحل بعض المشكلات القائمة . واذا نظرنا الى الكفاءة الداخلية للتعليم نجد انها متفاوتة من بلد الى آخر ، ومن المدينة الى القرية ، حيث تقترب في المنطقة العربية من حدود ال ( ٥٠٪؜ ) أو أقل . كما تضمّن الكتاب مفاصل الارتكاز لانطلاق التعليم وتحقيق اهدافه المجتمعية والتي تتمثل في : بُنية الاقتصاد / والمعلّم / والايديولوجيا / والمرأة / والفلسفة والمنطق / وطبيعة الحُكم والإدارة / والعقل العلمي / ومرونة المجتمع والاستعداد للتغيير / وهجرة العقول والمهارات / والماضي والمستقبل / والريادية / والمغامرة والاستكشاف / والرياضة / والثقافة المجتمعية / والفنون . ( يتبع الجزء الثاني ).

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه