ماذا أقرأ في تعابير وجهك يا أبا فارس؟

Stocks15 يناير 2022آخر تحديث :
ماذا أقرأ في تعابير وجهك يا أبا فارس؟

عمان/ الأردن
14/1/2022
القس سامر عازر

مجتمعنا الأردني لم يفرق بين مسلم ومسيحي، بل يحيا الجميع بأمن وسلام ومحبة وطمأنينة تحت ظل الراية الهاشمية المباركة في بوتقة المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي، فينصهر الجميع بروح الأخوة وروح التعاون والعمل سوية لرفعة هذا الوطن وتعاون كافة أبنائه على البّر والتقوى.

ولعل ما اختبرتُه أنا شخصياً من خلال خدمتي الرعوية على مدار ربع قرنٍ كراع لكنيسة الراعي الصالح الإنجيلية اللوثرية في عمان ورئيسٍ للمركز المجتمعي المسكوني (الخيمة) هو وحدةُ هذا الشعب الذي ينتمي إلى تراب وطنه ولا يبدله بكنوز الدنيا ومال قارون، بل مستعد لأن يبذل الغالي والنفيس للدفاع عنه وعن استقلاله وعلى بقاء رايته خفاقة عالية تحت ظل الراية الهاشمية المباركة التي تجمع جميع الأردنيين معاً بوحدةٍ وعدالة، وحيث يُجمع الجميع بمحبتهم للهاشميين ومبايعتهم لهم على الدوام أسياداً وملوكاً يتربعون على عروش قلوبهم متذكرين قول الجواهري في المغفور له جلالة الملك الحسين الراحل العظيم قائلا:
يا أيها الملك الأعز مكانة .. بين الملوك ويا أعز قبيلا
يا ابن الهواشم من قريشٍ اسلفوا .. جيلا بمدرجة الفخار فجيلا

إن خدمتي التي امتدت ربع قرن في مملكتنا الحبيبة قد اغتنت من أصالة ونبل أبنائها وبناتها الطيبين الذين ينبضون كرامة ونخوة وكرماً وعزاً وشموخاً، ويحفظون التاريخ ويقدّرون معنى الأخوة الصادقة والجيرة الطيبة التي جمعت جميع أبناء الأردن مسلمين ومسيحيين في الصرّاء والضراء، فاعتركوا ميدان الحياة معاً بشرفٍ، ونسجوا أروع خيوط التعاون والتكاتف والتعاضد في كل المناسبات والظروف التي عكست معدن الرجال الرجال الذين لا يتوانون في الحفاظ على العهد وصون الأمانة ورفع الضيم عن المظلوم ونصرته، والوقوف في وجه من تسّول له نفسه المسّ بالأمن المجتمعي أو التطاول على القيم والعادات المستحبة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهُوية الأردنية في الكرامة والشجاعة والنخوة وكرم الضيافة.

وعودة إلى عنوان المقالة ” ماذا أقرأ في تعابير وجهك يا أبا فارس؟” فإنني ِأقرأ في تعابير وجه أخي الفاضل منذر رصاع ما لم يقدر قلبه على إخفائه، معاتباً الزمن ومتعجباً مما يحمله القدر في طريقه إلينا. فهل من يَجمعنا الزمن معهم بروح الأخوة الصادقة والإنسانية النبيلة يمكن أن يرحلوا عنا؟ فما بالنا وقد جمعنا حبُّ الوطن وحبُّ القيادة وشغفُ الفكر والمعرفة والثقافة؟ فهل تآلف القلوب وتعاضدها ووحدة إيمانها برب واحد يشكل مصدر إزعاج وأمراً غير مستحَّب؟ وهل الثقافة التي تشكل عنوان رقيِ المجتمعات وتطورها لا تروق لمن لا يقدِّرون أهميتها في حياة الأفراد والشعوب؟

تعابير وجهك يا أبا فارس فضحت أفكار قلبك، فأمثالك وكثيرون ممن جمعنا معهم حبُّ الحياة وسبرُ أعماقها والتلذذِ بجمالها سنبقى موحدَّين بإيماننا برّب السماء، وبأخُّوتنا التي سمت على تعدد أدياننا وعقائدنا وإختلاف أفكارنا وتشعبها، وبسعينا لبناء جيل مثقف واعٍ يعرف ما له وما عليه من واجبات وحقوق، فهذه هي الضمانة الوحيدة لتقدم مجتمعنا كما أراده صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه