يراهُ الفؤاد وأنا لا أراهُ

افاق الاخبارية

يراهُ الفؤاد وأنا لا أراهُ

الكاتب علي العظامات

فَرَطُ الشَّوق جلب الخيال معهُ، وإني أراه وقتما لا أراهُ، قريبٌ قريبٌ وما أبعدهُ، ضريرةٌ أعيُني أمّا الفؤادُ يراهُ، جلسَ وهمسَ لي حالُك أخبرني عنهُ، وحالي حالُ عودٍ والمطرُ نساه، كيف ينبتُ العودُ دون مُنبِتُه، فأنا مثلهُ دون المطرِ هذا العمرُ لا أحياهُ، وغنّى لي ها أنا هنا، صمّاءُ أذني فلست أسمعهُ، أمّا الفؤاد قد إنطرب بما غنّاهُ، ومسكَ يدي وما لمستني يدُهُ، حتمًا فؤادي قبّلَ يداهُ، وعِطرُهُ حضنَ ضلوعي وأصبحت تتنفّسُهُ، لكنّ حواسّي للإستنشاق ما شعَرتُ بهوائهِ ولا هواهُ، جلسَ وهمسَ لي لكَ الوصال وأبديّتهُ، متى لك أن تُدركهُ، واسعٌ خيالي كأنني بين يداهُ، ويعاتبني كأنني من أهجرهُ، من بعدِ الخيالِ كأنني في نُكراهُ، وكأن القرار بيدي ولستُ أنصِفُهُ، والحقيقةُ أنني أحيا لألقاهُ، طيفه جبر كسور خاطري ما أروعَهُ، وكسرُ الفؤاد من يرعاهُ، إنّ الشوق للفؤاد شبحٌ يُفزِعُهُ، وإنّ مقتَ الغرام وحدي أشقاهُ، لما يجلب الشوق الخيال معهُ، جوارحي لا تتحمّل مع الشوق ذكراهُ، لهُ الفؤاد ولي مواجُعُهُ، ولهُ ألحان الهوا بالغرام ولي الآهُ ..

Scroll to Top