بقلبِ مُسلِمٍ إنسان…

Husam25 ديسمبر 2021آخر تحديث :
بقلبِ مُسلِمٍ إنسان…

افاق الاخبارية

بقلبِ مُسلِمٍ إنسان…
الكاتبة هبه حسين عبابنة
ما أنا بعلّامَةٍ بالدِّينِ.. ولا بالرأي أَتَزَمَّت، أقبلُ سماع الكثير من الحوارات والنقاشات.. ولكن، ليس العقيمِ العاقِر منها!

عند آخر السّطر أضعُ نقطةً، وأَنزَوِي إلى الصَّمتِ المُطلَقِ -من غير إيماءات حتى- عندما أصلُ إلى نهاية المطافِ في عدم القدرة على التأثير أو التوجيه أو الإرشاد.. وأحتفظ برأيي الصواب -إن كان كذلك- وأَكتَفِي باحترام وجهات النظر والآراء والسلوكيّات التي تُخالفُ ما أنا عليه وإن لم أكُن أتقبّلُها.. وقد أنسحبُ تمامًا إلى عُزلَتِي في أحدِ أَركانِيَ الصّامِت..

ظننتُ أَنّهُ من الأَصَحِّ عدم إدلاءِ أَيّ كلمة، ومِنَ الأَخْيَرِ اختيار الحياد… وبقلبِ إنسانٍ، أردّتُ أن أُشاركَ بأفراحٍ لإخوانٍ بالإنسانيّة اجتمعنَا.. وبالدّينِ لا نشتَرِك، عَلَا صوتٌ بالحَقِّ رنَّ في أُذُنِي.. استذكرتُ: “أشهدُ أَنَّ لا إله إلّا اللّٰه وأشهدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسوله”، شهادةٌ أشهدُ بها والملايين من البشر… إِنّها الحقّ.. فلا إلهَ إِلّاه! لا ولدٌّ لهُ ولا شريكٌ لِلّٰه..

أَيٌّ أحقُّ بالرِضى؟! المعبودُ أمْ مَن دَنَاه! الذينَ اتَّخَذوا من الدين هزوًا.. حرّفوه.. وبات على أَهوائهم وملذّاتهم يُسيّروه!

سمعتُ في إحدى المرّات مسلمًا متحدّثًا يقول بما معناه: ” لو كان المسلمُ مسلمًا والمسيحيُّ مسيحيًّا، لكنتُ(المسلم) مسيحيًّا أكثر من المسيحيِّ نفسه!” وقد كان المغزى مُتناولًا لتوضيح فكرة أن الكتاب المقدّس الصحيح (قبل التحريف) دَعَى إلى اتّباعِ رسولٍ اسمه محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، وهذا يدلُّ على أَنّ المسيحيَّ الحَق وَجَبَ عليه اتّباع ما قيلَ في دينه الذي يُرشد إلى طريق الهُدَى.. طريق الإسلام.. فما يُؤامِنُ به بعض البشر بأن عيسى -عليه السَّلام- صُلِبَ ولم يُرفع للسّماء.. فهذا يُخالِفُ ديني.. وليسَ تعصّبًا.. فهذا المصطلح يضعُهُ الضّعفاء والذين يعتنقون معتقدات مهزوزة درعًا يصدّو به كلمة الحق التي لا تعجبهم والتي تعاكس رغباتهم الدنيويّة، ويحتمون بدرعِ المسيحيَّة والتي هي إحدى الدياناتُ السماويّة والتي تحثُّ في أصلها إلى اعتناق الإسلام… وهم ليسوا بِقِلّة ولهم كاملُ الإحترام فلستُ من يُحاسبهم ولهمُ اللّٰه يتولّاهُم وهو أرحمُ بعبادهِ ولا يُظلمُ عنده أحدًا… وإن كان ثباتي على الدين تعصّبًا وتزمُّتًا فأنا أولُ متعصّبة متشدّدة، وكما ذكرتُ أنفًا.. أَنَّنِي لستُ علّامَةً بالدّين والدّينُ أَشمَلُ من أَداء الفُروضِ الخَمس والصَّوم والزكاة وغيرها من العبادات.. ولكنني مُسلِمٌ غَيورٌ يعزُّ عليَّ ديني، وتعزُّ عليَّ كلمةً بالهناء والثناء والتمجيد لمن يُعظّم ويمجّد لغير اللّٰه…

هنا سأختارُ أنْ أشارِفَ حديثي على الإنتهاء وأَن أصِلَ إلى نقطة احترامي لرأيي الذي قُلت واحترامِي لباقِي الأطراف المطروحة في كلامي… كلمةُ الحقّ تُقال ولو على قطع الأعناق.. واحترام الغير واجبٌ وتقَبُّلهم خَيَارٌ، فأَنا مُسلِمَة والدّينُ خُلُق… لا أَرغبُ بكلامِي سوءًا أو جرح مشاعر أحد فكلنا عباد اللّٰه والكلمة الطيّبة خيرٌ وأَحَبّ… وكلُّ شخص معتقدًا بدينه اعتقادًا تامًّا لن تؤثر فيه كلماتي شيئًا…

والتزَامًا بوجهة نظري أستشهد بقوله تعالى: “لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ” (سورة الكافرون-6)، والتي تُبرّء الإسلامَ من أيِّ ديانة أُخرى وليس كما يَتداولُهُ البعض بأَنَّهُ سماحةً وتساهلًا في الدِّين أو أن تختار الدّين الذي يُعجِبُك ويتماشى وهواك!

عافانا اللّٰه وهدانَا.. وأُنهِي قولي هذا بقول الرحمـٰن: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)” (سورة الإخلاص)

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه