جولة سياحية في كهوف جبلية وآثار لأقدام الديناصورات بالبرتغال

Stocks13 أكتوبر 2021آخر تحديث :
جولة سياحية في كهوف جبلية وآثار لأقدام الديناصورات بالبرتغال

افاق الاخبارية

تزخر البرتغال بالكثير من المقومات السياحية الطبيعية الساحرة، سواء كانت كهوف جبلية رائعة وآثار لأقدام الديناصورات من العصور السحيقة، أو مسطحات مائية لاستخراج الملح.

أكبر خزان للحجر الجيري

ويمكن للسياح في منطقة “بورتو دي موس” مشاهدة أكبر خزان للحجر الجيري في البرتغال، بالإضافة إلى وجود متاهة من الأحجار الطبيعية المكدسة، والتي تهيمن على المناظر الطبيعية الوعرة والقاحلة في المحمية الطبيعية “سيراس دي أيرا وكاندييروس”.

وأوضحت المرشدة السياحية أديلينا فيريرا قائلة: “بعض هذه الجدران ربما كانت موجودة عندما استقر الإنسان هنا لأول مرة؛ حيث استخدمت الأحجار المنتشرة في المنطقة المحيطة لإنشاء العديد من المراعي للحيوانات وأحواض زراعة النباتات”.

ويشاهد السياح حاليا الكثير من الأبقار، التي ترعى في المساحات المفتوحة وتتغذي على الأعشاب الطازجة. وتمتاز المحمية الطبيعية بتربتها الخصبة، وعلى الرغم من امتداد هذه المحمية الطبيعية على مساحة 400 كيلومتر مربع في منطقتي سانتاريم وليريا، إلا أنه لا يوجد بها أية بحيرات أو أنهار.

وأضاف أنطونيو فايل، زوج المرشدة السياحية أديلينا، أن المحمية الطبيعية في واقع الأمر عبارة عن خزان ضخم للمياه، ولكن هذا الخزان يقع على عمق 400 متر تحت سطح الأرض، وعادة ما يرافق أنطونيو فايل السياح مع زوجته، ويعمل مستكشف للكهوف في المحمية الطبيعية.

وأشار مستكشف الكهوف إلى أن جميع الأنهار، التي تتدفق في المنطقة المحيطة تنبع من البحيرة الجوفية غير المكتشفة في المحمية الطبيعية، وأضاف أنطونيو فايل قائلا: “عندما يكتشف الباحثون كهفا جديدا فإنهم يحاولون تتبع مجرى المياه، ولكن لم يحالفهم الحظ حتى الآن”.

وتنطلق المجموعة السياحية برفقة المرشدة السياحية وزوجها في السيارة الجيب عبر المنحدرات الجبلية ويمرون على القرى الصغيرة الهادئة. ويحب السكان هنا زراعة أراضيهم وتربية الحيوانات. وتندرج هذه التقاليد الموروثة ضمن الأمور، التي يتم الحفاظ عليها في المحمية الطبيعية.

وأضاف أنطونيو فايل قائلا: “تعلق قلبي بالمحمية الطبيعية منذ أن كنت مراهقا وعملت في استكشاف الكهوف، وقد وصلنا إلى كه”ألجار دو بينا، والذي اكتشفه عمال المحاجر خلال عام 1983”. وقام أنطونيو بتوزيع خوذات الأمان والكشافات على المجموعة السياحية، وصعد السياح الصخور الجيرية بواسطة المصعد حتى ارتفاع 33 مترا، ووصلوا إلى ما يشبه الدرج، والذي يتم استعماله كنوع من منصات المشاهدة.

هوابط وصواعد

وتتدلى من سقف الكهف الهوابط الصخرية بطول يصل إلى واحد متر، كما تنمو الصواعد الحجرية من أرضية الكهف، ويبدو هذا المنظر ككاتدرائية ضخمة، وأضافت المرشدة السياحية قائلة: “من الأمور الأكثر إثارة للإعجاب هنا أن هذا المنظر من صنع الطبيعة وليس للإنسان أي دخل به”. ويبلغ ارتفاع الكهف حوالي 100 متر من السقف حتى أدنى نقطة به، وقد بحث أنطونيو فايل في هذا الكهف عن مجرى المياه بالفعل.

وفي هذا النظام البيئي الموجود تحت الأرض تعيش الخفافيش، التي ليس لها عيون، والتي تعتمد على الهوائيات في عمليات التوجيه، وتسمح السلطات بدخول 12 شخص فقط كحد أقصى في اليوم، وذلك من أجل الحفاظ على توازن درجة الحرارة ونسبة ثاني أكسيد الكربون ورطوبة الهواء في الكهف، ويتعين على السياح حجز الزيارة مسبقا، وقد يحالفهم الحظ في بعض الأحيان؛ نظرا لأن الكهف يكون قاصرا على الباحثين والعلماء في أغلب الأحيان.

ديناصورات “سوروبود”

وفي اليوم التالي تصطحب المرشدة السياحية وزوجها المجموعة السياحية لزيارة الجزء الشمالي من المحمية الطبيعية؛ حيث يصل السياح إلى محجر “بيدريرا دو جالينه” في منتصف اليوم، وقد تم إيقاف العمل في هذا المحجر عام 1994 بعدما اكتشف العمال بعض آثار أقدام الديناصورات من العصور السحيقة، ويمكن للسياح هنا مشاهدة أطول مسار مكتشف ومجمع لديناصورات “سوروبود”، وتمتد آثار أقدام الديناصورات العملاقة، التي عاشت هنا قبل 175 مليون سنة، على مسافة 150 متر تقريبا.

وأوضح أنطونيو فايل كيفية بقاء هذه الآثار طوال هذه السنوات قائلا: “يبلغ وزن هذه الديناصورات عدة أطنان، وقد تركت آثار أقدامها على أعماق كبيرة في هذا المستنقع السابق”. ويبدو أنه قد حدث شيء في وقت ما، انفجار بركان مثلا، أدى إلى تغطية هذه الآثار والحفاظ عليها حتى الآن.

بركة الملح

وبعد هذه الجولة ودع السياح المرشدة السياحية وزوجها وانطلقوا لزيارة أحد المواقع التاريخية، الذي يعود تاريخه إلى 844 عاما؛ ففي الطرف الجنوبي من المحمية الطبيعية توجد بركة الملح “ساليناس دا فونتا دي بيكا”، والتي تعتبر واحدة من برك الملح القليلة في شبة الجزيرة الإيبيرية، التي يتم منها استخراج الملح من مصدر ملحي وليس من مياه البحر.

وترجع السجلات الأولى لاستخراج الملح من هذه البركة إلى عام 1177، وتقول الأسطورة هنا أن راعية شابة شربت من النبع، ولكن طعم المياه كان غير مستساغ بالنسبة لها، وبعد ذلك قام سكان القرية بتعميق البركة حتى أصبحت بئرا، وبدأت قصة استخراج الملح، وتعتبر هذه البركة هي مصدر الملح الوحيد في البرتغال، الذي يعمل بهذه الطريقة.

وتحيط الأكواخ الخشبية بالبرك المالحة، وتنتشر هذه الأكواخ في الهواء الطلق ويتم استعمالها كمطاعم ومتاجر للهدايا التذكارية، بالإضا
فة إلى بيع جميع أنواع الملح، ويتم تشغيل المنجم من قبل شركة تعاونية توظف 20 عاملا، ويمكن للسياح مشاهدة ما يحمله العمال.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه