ثورة السوشال ميديا

Stocks9 أغسطس 2021آخر تحديث :
ثورة السوشال ميديا

 

افاق – التكنولوجيا 

عمران الشوبكي

ادى تسارع التطور العلمي في تكنولوجيا الحاسوب في منتصف التسعينات من القرن الماضي إلى حدوث ثورة جديدة قائمة على الاتمتة في شتى المجالات، وانطلاق ثورة حقيقية في عالم التواصل ، حيث انتشرت شبكات الحاسوب لتصنع روابط اجتماعية جديدة غير مؤلوفة مسبقاً ، وهذا ادى الى انفتاح دول العالم على بعضها البعض , حيث أصبحت المجتمعات أكثر انفتاحا على بعضها وأصبح تبادل المعلومة أمرا سهلاً ، وبفضل هذه الشبكة من الربط ظهر ما يعرف بالانترنت , ومنها ظهرت محركات البحث و وسائل التواصل الإجتماعي ، الذي سهل عملية التواصل فيما يعرف الان بــ ” السوشال ميديا ”
مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن مواقع اجتماعية إلكترونية على الإنترنت تتيح لمستخدميها إنشاء مدونات الإلكترونية ، وإجراء المحادثات ، وإرسال الرسائل, كما تتيح مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والملفات, وتيسر للمستخدمين نشر ملفات ، والكتابة حول موضوعات محددة من الممكن أن تدخل ضمن دائرة اهتمام مشتركين آخرين ، وتمكنهم من التعليق على تلك المواضيع وإبداء آرائهم فيها .

ووفق الاحصاءات فان أعداد مستخدمي تلك المواقع تزداد زيادة مطردة في كل ثانية فعلى سبيل المثال موقع فيس بوك يتراوح أعداد مستخدميه نحو 4 مليار مستخدم اي نصف سكان الكرة الارضية تقريباً، لذلك يعد أكبر موقع اجتماعي حول العالم، ويليه موقع تويتر حيث يصل عدد مشتركيه إلى 271 مليون مشترك نشط حول العالم, أما موقع مثل اليوتيوب فقد وصلت عدد مرات الزوار في العالم الى 100 مليون مستخدم, والجدير بالذكر أن تلك الإحصاءات قابلة للزيادة والتطور في كل ثانية .
بعد ان اثبتت تلك المواقع اهميتها وفعاليتها وحجم تاثيرها على قطاعات مختلفة من المتلقين خاصة في مواضيع السياسة والمجتمع فقد بدأت الحكومات حول العالم في التفكير في الاستفادة من وجود تلك المواقع ، حيث استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في كشف بعض الجرائم عن طريق تتبع الحسابات الشخصية للأشخاص المشتبه بهم, كما استخدمتها بعض المؤسسات التعليمية حول العالم كوسيلة لمساعدة الطلاب على البحث العلمي والتحصيل الدراسي .

ولما كان العالم العربي جزءا من العالم الكبير بات لزاما عليه مواكبة هذه التطورات التكنولوجية الحديثة, وهو ما حدث بالفعل حيث ظهرت أجيالا من الشباب العربي لديها أحلام وتطلعات وآمال جديدة وكبيرة حول مستقبلها ومستقبل أوطانها, تلك التطلعات خلقت لديه مزيدا من الشغف والتعطش لمعرفة المزيد عن العالم الذي نعيشه ومحاولة بناء طرق للتواصل والتعارف مع هذا العالم, حيث أصبح لكل شاب على مواقع التواصل الاجتماعي صفحته الخاصة به والتي تمكنه من التواصل بيسر وأيضا الالتقاء بزملاء قدامى كزملاء الدراسة مثلا.
اللافت في الأمر هو الإقبال الشديد من الشباب العربي ليس على استخدام الإنترنت كوسيلة اتصال فقط وإنما إقبالهم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي( كالفيس بوك وتويتر) وهما الأكثر انتشارا في العالم العربي, وهو ما ظهر جليا بعد ثورات الربيع العربي على وجه الخصوص وكأن المشكلات والقضايا السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية التي تؤرق العالم العربي كلها كانت معلقة ومؤجلة إلى حين ظهور تلك المواقع, حيث انطلق الشباب العربي بكامل قوته وجعل تلك المواقع ساحة لمناقشة هذه القضايا التي كانت تنتظر متنفسا لتخرج منه, الأمر الذي أدى إلى ظهور تساؤلات كثيرة حول إمكانية قيام مواقع التواصل الاجتماعي بتحريك الجماهير والتأثير في مشاعرهم, ويثبت مدى تراجع دور الصحف والمقالات وحتى دور التليفزيون في تنظيم العمل الجماعي في تطور يغير مفهوم الاتصال بشكله المعروف .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه