المنطقة..وسياسة حافة الطريق

Stocks13 يوليو 2021آخر تحديث :
المنطقة..وسياسة حافة الطريق

افاق الاخبارية

بقلم خالد الروسان

من يتابع ما يجري في لبنان اليوم أو العراق أوغيرهما، يُدرك أنّ دول المنطقة مُعرّضة على الدوام لتأزّم الأوضاع فيها ووصولها إلى مستوى خطير، فلبنان مثلاً يعتبر صورة مصغَّرة عن منطقة دائمة التوتر ومليئة بالصراعات والاستقطابات، تفقد حصانتها باستمرار نتيجة الاختراقات الخارجية العميقة، حيث تُصنّف ومنذ عشرات السنين كأكثر المناطق خطورة والقابلة للانفجار بأي لحظة.

ولو نظرنا لأغلب دول المنطقة، سنلحظ تراجعاً كبيراً، وما أن يتأزم بلد حتى يتبعه الآخر، فهناك أزمة حقيقية معيشة على المستوى القُطري والإقليمي والجماعي، ويكون ذلك كتناسب طردي مع كثرة التدخلات والترتيبات والمشاريع الخارجية المُعدّة لها، خاصة أنّها فقدت كثيراً من إمكاناتها التي كانت تتكئ عليها في رحلتها المعاصرة المليئة بالتحديات والمعاناة لشعوبها، فمن البحث عن دور عالمي عبر محاولة إيجاد أي تكتل جماعي، انتهى بها الأمر للوصول إلى صراع من أجل البقاء، خاصة أنّ كثيراً من أوراق وأدوات التحكم الذاتي، خرجت من يدها.

والسؤال الحاضر هنا: هل كان كل ذلك متوقعاً بالنظر لطبيعة التجارب القُطرية، وإخفاقات العرب المتعلقة بتحقيق أيّ شكل من أشكال التوحد والتجمع أو التنسيق؟، وهل كان كذلك نتيجة التدخل الخارجي، خاصة الغربي منه؟

إنّ الإجابة على ذلك ليست بالصعبة، فكل هذه العوامل والأسباب المذكورة جعلت المنطقة وستجعلها على الدوام رخوة ومفتوحة على الاحتمالات، فسياسة حافة الطريق التي طالما لجأت إليها دول المنطقة، راضية أو مدفوعة، كانت بما لا يدع مجالاً للشك ذات نتائج مُكلفة وباهظة الثمن، وصلت بها أحياناً إلى مرحلة البحث عن البقاء، ما يجعل الوضع بمجمله غير قابل للاستمرار أوالاستقرار.

لهذا، فإنّ المنطقة بحاجة في الحد الأدنى إلى خروج دولها من فكرة أن يمضي اليوم بسلام دون التفكير بالغد، لأنّ هذا يعني أن اليوم هو طريق التأزم الأكبر مستقبلاً، لقد آن الأوان لأن نصحو مما نحن فيه، فالمصالح والمشاريع والسياسات في العالم تكون على حساب بعضها، ولن يتركنا الآخر ولن نُهْدَى الانعتاق والتحرر من أحد، وربما يكون هذا هو الوقت المناسب للوقوف مرة أخرى ومحاولة النهوض، فلم يبق من نخسره.. من هنا، يجب أن تُستبدل سياسة البقاء على حافة الطريق – حتى لا تُصبح حافَّة الهاوية – إلى الوقوف في منتصفها كما الأمم الأخرى، خاصة أنّ كل فرصة ضائعة تخرج من كفتنا تكون في كفة الآخر، الحريص على عدم وجودنا في منطقة الأمان والاستقلال والانطلاق.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه