هل تم شيطنة العشائر الأردنية ؟ وهل هي متهمة بالفتنة والتحريض ؟

Stocks8 يونيو 2021آخر تحديث :
هل تم شيطنة العشائر الأردنية ؟ وهل هي متهمة بالفتنة والتحريض ؟

وجهاء وشيوخ : مصلحة الدولة ان تبقى العشيرة في اطارها الاجتماعي دون دور سياسي
* الماضي ل (آفاق نيوز): الدولة العميقة لعبت بورقة العشيرة ضد التنظيمات السياسية
* نصير : المؤسسة العشائرية وجدت من أجل الحفاظ على العادات والتقاليد وقيم التكافل الاجتماعي
* العدوان : يدعو الى ايجاد اطار ناظم للعلاقة بين العشيرة والدولة
* القلاب : الحكومة اغفلت دور العشيرة وافسحت المجال للجاهلين ليتسيدوا الموقف

* الحويان : غياب الثقة بدور العشيرة جعل الشباب ينجرون وراء العصبية القبلية

آفاق الأخبارية – خاص

تعد العشيرة في الأردن كيان ومؤسسة لها وزنها في التأثير الاجتماعي والديني والسياسي ، كما أن لها من القيم والموروث التاريخي المتصل قدمه بقدم التاريخ، اضافة الى مساهمتها الكبيرة والفاعلة في بناء الدولة الاردنية

كما تعتبر العشائر الأردنية احدى ضمانات الاستقرار والحفاظ على الأمن وإشاعة التكافل الاجتماعي والتعاون على الخير، وهي كما قال جلالة الملك ركيزة أساسية في بناء المجتمع ورديف وسند للمؤسسات الرسمية والأمنية، فالعشيرة بهذا الدور تلتزم بسيادة القانون وتحتكم إلى سلطات الدولة فهي عون لها وليست بديلاً عنها، وللقيادات العشائرية الأصيلة دور بارز في جميع المجالات الاجتماعية، ومهاجمة العشائرية واعتبارها سبباً لبعض السلبيات التي هي ليست من قيمنا ولا أعرافنا ولا تمت للعشائرية بصلة

تتعرض المنظومة القيمية والسلوكية في الاردن منذ فترة ليست بالقصيرة لاعتداءات واختراقات غير معهودة وغير مسبوقة، بفعل تصرفات ومسلكيات مجتمعية سلبية ، اخذ يمارسها البعض، بشكل ادى الى حدوث حالة من الحيرة والذهول جراء عدم استيعاب ما يجري من تجاوزات سلوكية لم تعد مقتصرة على قطاع او فئة او شريحة اجتماعية بعينها

مؤخراً انتهمت العشيرة بانها تشجع على العنصرية والفتن المجتمعية سواء خلال موسم الانتخابات المختلفة او داخل المؤسسات التعليمية ، كما تحول دور العشيرة الى الداعم والمناصر لاحد افرادها ممن فقد منصبه في الجهاز الحكومي او من اتهم بقضية فساد فتكون العشيرة هي ملاذه الآمن لتحريضها على الدولة والخروج بالمظاهرات واقامة التجمعات المخالفة للقوانين والانظمة لتأمين الحماية من المسائلة او العودة الى منصبه

عضو مجلس الأعيان الأردني الأسبق، الشيخ طلال صيتان الماضي قال في تصريحات خاصة ل (آفاق نيوز) لا يمكن للعشيرة ان تلعب دوراً سياسياً لان بنية العشيرة وفلسفتها لا يمكن ان تكون صاحبة دور سياسي او اقتصادي وانما لمصلحة العشيرة نفسها ومصلحة الدولة ان تبقى العشيرة في اطارها الاجتماعي والحفاظ على القيم الاجتماعية وقيم التكافل

واضاف ما نشهده اليوم من تصرفات من ابناء العشائر المتجاوزين على القانون و الدعوة للتجمعات العشائريه لاقل الاسباب ودون حساب للعواقب بحجة تحقيق مصلحة سياسية قد تكون بمجابهة تنظيم سياسي او نقابي او حركة وطنية لا تليق بالمجتمع المدني ولا بمكانة العشائر
واوضح ان هذا الانحراف في مسار ودور العشيرة سببه الدولة العميقة التي لعبت بورقة العشيرة ضد التنظيمات السياسية وذلك للوهم الذي عاشته الدولة العميقة وبعض رموزها بأن التنظيمات السياسية تشكل خطرا على مستقبل النظام السياسي وايضاً هذه التنظيمات تشكل خطرا على مصالح بعض المسؤولين في المشهد السياسي.

فسمح للتجمعات ذات الشكل العشائري بمواجهة الحركات الوطنية والسياسية وبرعاية رسمية وهذا شكل ثقافة جديدة بكيفية العمل بعكس القوانين الناظمة لادراة الدولة

وبين ان هناك محاولة ايهام المجتمع العشائري بأن له تميز خاص ولكن هذا التميز هو تميز سلبي لا يجوز فكل ابناء المجتمع بكافة اختلافاتهم الفكرية والسياسية والديمغرافية هم ابناء وطن واحد همومهم السياسية واحدة ولكن حاجاتهم التنموية تختلف من منطقة لاخرى وهذه مسؤولية كبيرة على الدولة ان تنظر للمجتمع العشائري بناءا على حاجاته التنموية ليس الا

اما الشيخ عبدالكريم الحويان شيخ عشيرة الحويان يرى ان دور العشيرة ووجهائها قد تلاشى بسبب الدور الكبير في الحياة المدنية للمحافظ او المتصرف ومدير الشرطة الذين ينفذون القانون ويديرون شؤون الدولة داخل المجتمع

واشار في تصريحات ل (افاق نيوز) اليوم ينحصر دور العشيرة والشيوخ في حل جرائم القتل وهتك العرض والاعتداءات المختلفة وهذا الدور كانت العشيرة تقوم به بشكل فعال ورادع والوجهاء كانوا يمضون ساعات وايام طويلة في الميدان كونهم يؤمنون بتلك العادات ودور العشيرة الكبير في الحفاظ على النسيج الاجتماعي

وبين ان العشائر لا تنتصر لفاسد ولا تنتصر لموظف فقد وظيفته ولا تنتصر للعنصرية في الانتخابات ، وحتى زمن قريب العشيرة تعمل على اساس وطني ديمقراطي لكن غياب الثقة في دورها وعدم منحها الصلاحيات في خدمة ابناء المجتمع مثل صلاحيات التجنيد في الاجهزة الامنية او الوظائف الحكومية مما جعل الشباب ينجرون وارء العصبية القبلية المتمثلة في احداث الازمات والخروج عن القانون لتحقيق مطالبهم واهتماماتهم

الشيخ ضيف الله القلاب شيخ عشيرة العموش بني حسن قال ان الحكومة اغفلت دور العشيرة واهملت الوجهاء العشائريين وافسحت المجال امام الجاهلين واصحاب المصالح الضيقة ليتسيدوا الموقف وهذا سبب حال العشائر اليوم وتراجع دورها والصاق التهم فيها بتفكيك النسيج الوطني والعنصرية العمياء ، علماً ان الجهات الرسمية تعرف الوجهاء الحقيقيين وتعرف متى تستعين بهم وهم مرجعيات عشايرية تعود لها وقت الازمات وفي المواقف الصعبة فقط

واكد ان العشيرة سابقا كانت تمثل الدولة وكانت هي الاساس المجتمعي حيث كان الجميع يحافظ على وحدة صفها وسمعتها والتقيد بالعادات والتقاليد والتي لا يسمح اي فرد منها لنفسه بان يخترقها

واضاف في تصريحات ل ( آفاق نيوز) ان العشيرة كانت محكمة متخصصة بكافة القضايا وكانت تمثل مصدر مهم لفض النزاعات وفض المشاجرات وحقن الدماء والحفاظ على النسيج الاجتماعي في الوطن كما ان الدولة في الزمن القديم قامت على العشيرة كمكون اساسي ساهم في قيام الدولة وحمايتها

من جهته اعتبر الوجيه والناشط الاجتماعي الدكتور خلدون نصير ان المؤسسة العشائرية من المكونات الاساسية للمجتمع الاردني ، مشدداَ على ضرورة بقائها ضمن الإطار الذي وجدت من أجله وهو الجانب الاجتماعي المحافظ على العادات والتقاليد وقيم التكافل بين ابناء المجتمع

واضاف في تصريحات ل (آفاق نيوز) لاحظنا في السنوات الاخيرة محاولة تغيير دور العشيرة وانحراف مسارها الاجتماعي من خلال تبني الموقف السياسي على الساحة الاردنية واصبحت تعتقد انها صاحبة حق مكتسب ولها تميز خاص عن بقية ابناء المجتمع في كثير من الجوانب التنموية كالتعيينات في اجهزة الدولة والمقاعد النيابية في الانتخابات وغيرها من الامتيازات حتى وصلت احياناً للخروج في اعتصامات وتجمهرات غير قانونية لثني الدولة في محاسبة الفاسدين من ابناءها

واكد انه وبعد هذه المشاهدات من النزاعات والعصبيات القبلية بات من الواضح ان هنالك محاولات لتغيير دور العشائر التي نعتز ونفتخر بها لمصلحة مجموعة من المتنفعين واصحاب المصالح الضيقة التي وجدت في العصبية القبلية والعشائرية طريقاً سهلاً لتحقيق مطامعها الشخصية على حساب مصلحة الوطن وسمعة العشائر الاردنية

وطالب الدكتور نصير الدولة بضرورة فتح حوار وطني جاد يشمل ابناء العشائر الاردنية ووجهائها لاعادة دور العشيرة الى مساره الصحيح المنطلق من العمل الاجتماعي التنموي ومنحها دور اكبر في حل الاشكالات والنزاعات الاجتماعية وان تبقى السياج الذي لا يمكن اختراق الوطن من خلاله
وبين الدكتور نصير ان اخراج قانون عصري للاحزاب السياسية بالاضافة إلى قانون انتخاب الى حيز الوجود بات مطلباً شعبياً ووطنياً لاخراج البلاد من حالة الاحتقان السياسي ومنح الشباب فرصة التعبير عن ارائهم من خلال اختيار مجلس نيابي قوي يمثلهم ويحقق تطلعاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحيث يكون مبني على اساس التعديدية الحزببة والسياسية بالدرجه الاولى

امين عام وزارة الداخلية الاسبق رائد العدوان قال للاسف الدولة لم تستطيع اعادة مشروعها الوطني القائم على اصلاح حقيقي ودعم للاحزاب وايجاد قانون انتخاب عصري يلبي احتياجات الشباب ويدعم ويحقق طموحاتهم

واضاف في حديثه ل (آفاق نيوز) بضرورة ايجاد اطار ناظم للعلاقة بين العشيرة والدولة يقوم على الحكمة والعقلانية في ادارة العشيرة بطريقة علمية مدروسة تحقق العدالة والمساواة بعيدا عن النزعة القبلية، مشيراً ان هذه المهمة صعبة في ظل الظروف الحالية و الموضوع بحاجة لنظرة وطنية شاملة بالبحث عن حلول تنموية ، تعالج الاختلالات في بنية المجتمع التي خلفتها السياسات الاقتصادية المنفلتة ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة والعوز الاجتماعي والفوارق الطبقية
واكد ان العشائر الاردنية منذ تاسيس الدولة الاردنية وهي ركن اساسي من اركان الدولة التي قامت عليها في زمن بعيد وهي النظام والمؤسسة العسكرية والامنية والعشيرة وكانت العشيرة الحاضنة لكافة قضايا المجتمع المختلفة

وبين ان هذه المفاهيم تغيرت وتحول الشعور بالعشيرة مجرد نزعة ضيقة وعصبية قبيلية اضافة الى انقسامها الى عائلات صغيرة وهنا غابت الزعامات التقليدية وصاحبة الراي والمشورة واصبحت العشيرة تقاد من شخصيات هامشية وغير كفؤة هذة الظروف ساهمت في خروج العشيرة عن مسارها ودورها الحقيقي

واوضح اننا نشاهد العشيرة اليوم تدعم الفاسد والمتهم والفاقد لوظيفته وغيرهم ممن يلجأون الى العشيرة لمساومة الدولة وللاسف تجد السواد الاعظم من شباب العشيرة يدعمه ويقف الى جانبه انطلاقاً من النزعة العشائرية و هنا نشاهد الدور والصورة السلبية للعشيرة في المجتمع

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه