مقتل قاسم سليماني: “العراق سيتحول إلى ساحة حرب بين إيران والولايات المتحدة”

آفاق نيوز :

خصصت الصحف البريطانية الصادرة السبت مساحات واسعة في صفحاتها لقضية مقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية بمطار بغداد، وتناولت بالتحليل والتعليق تداعيات هذا الحادث على منطقة الشرق الأوسط.

نشرت صحيفة آي تعليقا كتبه، باتريك كوكبيرن، يتوقع فيه أن يتحول العراق إلى ساحة حرب بين الولايات المتحدة وإيران.

يقول كوكبيرن إن مقتل قاسم سليماني على يد الأمريكيين في بغداد تصعيد خطير ينذر بمستقبل عنيف في العراق، فالمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد لا تكون في شكل حرب شاملة ومباشرة، ولكن العراق سيكون الساحة التي يتقاتل فيها الأمريكيون والإيرانيون.

وبحسب الكاتب فقد لا يلجأ الإيرانيون وحلفاؤهم العراقيون إلى عمليات انتقامية فورية ضد الولايات المتحدة، ولكن رد فعلهم القوي سيكون الضغط على الحكومة العراقية والبرلمان والأجهزة الأمنية لإخراج الأمريكيين من البلاد.

ويذكر الكاتب أن طهران كانت دائما الأقوى في أي صراع من أجل النفوذ في العراق بفضل الأغلبية الشيعية التي تسيطر على الساحة السياسية بدعم إيراني.

ويقول إن نفوذ إيران تراجع في الفترة الأخيرة بسبب جهود سليماني في قمع الاحتجاجات الشعبية بطريقة وحشية أدت إلى مقتل 400 شخص وإصابة 1500 بجروح.

ويرى كوكبيرن أن الغارة الجوية الأمريكية في بغداد ستخفف من حدة الغضب الشعبي المتزايد ضد إيران بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية إذ أن الهجوم الأمريكي انتهك سيادة العراق، ولا يمكن أن نتصور تدخلا أجنبيا أكثر فداحة من قتل جنرال أجنبي دخل العراق علنا وبطريقة قانونية.

واستهدفت الطائرة المسيرة الأمريكية أيضا أبو مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله، أقوى مليشيا موالية لإيران. وإذا كان الأمريكيون يعتبرون قادة المليشيا مثله إرهابيين، فإن الكثير من العراقيين الشيعة يرون فيهم القادة الذين واجهوا صدام حسين وقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية.

ويختم الكاتب بالقول إن سليماني ارتكب خطأ عندما أمر بإطلاق النار على المتظاهرين من أجل إخماد الاحتجاجات، ولكن ترامب ارتكب خطأ أكبر عندما قتل سليماني وجعل إيران تستعيد ما بدأت تفقده من نفوذ في العراق.

Scroll to Top