رئيس الهاشمية تائه بين اللجان!

د. مفضي المومني.

سَلَمَك الله يا مجلس التعليم العالي ويا معالي الوزير… هل نحن بحاجة إلى كل هذا؟ مخاض وماراثون طويل ولجان تأتي وأخرى تمضي ولا ينبئ ذلك إلا بأمرين، أولهما أن المجلس مرتبك! وليس لديه رؤيا واضحة ولا معايير راكزة وواضحة للإختيار، وإلا بماذا تفسر هذه الإرتجالية في تشكيل اللجان ومسمياتها؟ ولماذا لم تكن مقررة مسبقاً؟ الأمر الثاني، يقول البعض أن إسم الرئيس معروف مسبقاً؟ وأن ما يتم هو شراء للوقت وامتصاص لأي ردة فعل من ألاكاديميين، وهو مطروح لغياب الشفافية وعدم إعلان الأسماء المُبشرة بالرئاسة، وتجارب بلدنا في تعيين الإدارات العليا ضحك على الذقون، والأمثلة قريبة وكثيرة آخرها تعيين رئيس هيئة……. إعلان وتعبئة نماذج وامتحانات ومقابلة والفائز اخبرني أحدهم قبل كل هذا بشهرين بانه فلان وفعلا تم تعيين فلان بن علان!، واكثر ما نخشاه ان يكون الأمر كذلك… الرئيس معروف لهم مسبقاً ، وكل هذا السجال محض ضحك على الذقون اجارنا الله مما لا نتمناه!.

قلتها في مقالات سابقة وأكرر، يجب على مجلس التعليم العالي (الذي نجل شخوصه وننقد الفعل ولا ننقد الذوات)، يجب عليه وضع معايير حصيفة، وأسلوب إختيار معد بعناية لكل رؤساء الجامعات بمعايير رصينة ثابته مُميزة تحتوي كل المؤهلات والصفات والكفايات المطلوبة، مع التأكيد على رأي مرؤسي اي من المرشحين أو من عمل معهم لأن الشهادات والمقومات تكون في واد والشخصية والقيادة في واد آخر أحيانا، وأكرر الإدارات السيئة أسوئها الإدارات الاكاديمية عن تجربة نعيشها كأكاديميين عبر مسيرتنا الأكاديمية، لهذا يجب أن تكون هنالك علامة مميزة لرأي الزملاء والمرؤسين لأي مرشح.

وهذا ممكن تنفيذه بكل سهولة الكترونيا. أما ما تم طرحه لتاريخه للأسف ماراثون ابتدأ بلجنة تخصيص ثم إختيار ثم تراجع وإعادة الأمر للجنة الخمسة لتوسيع قاعدة الإختيار فزاد العدد من خمسة عشر إلى سبعة عشر، تم تزويد المجلس بهم، ثم الإعلان عن لجنة عويدات والتي كلفت بالتمييز والمفاضلة وتزويد المجلس بثلاثة اسماء، واليوم بعد جلسة طويلة للمجلس خرج علينا بلجنة مفاضلة أو تمييز وتعبئة نماذج معلومات صراحة ( بطلنا نقدر نتبع! لجنة استقطاب ثم تمييز ثم إختيار ثم لجنة اقصاء! أو مفاضلة ويمكن كان من الأفضل طرح عطاء! كما علق أحدهم، ولماذا تبتدع كل هذه اللجان من قبل المجلس؟ نعم لأنه ليس لديه رؤيا واضحة منذ البداية ولا يوجد خطة سير معدة مسبقاً للإختيار، بل بدا الأمر إرتجاليا مرتبكاً ينم عن عدم تخطيط،… .ثمة في الأمر ما لا يمكن فهمه! الأصل كما ذكرت سابقاً أن يكون هنالك إعلان يتقدم له من يحقق الشروط، ومن ثم تتم المفاضلة على أساس متطلبات وشروط ومعايير معدة بدقة بحيث يتم إختيار أعلى ثلاثة أسماء وينسب بها للمجلس ويترك له الإختيار مستخدما خبرته وحصافته والمقابلة إذا لزم الأمر، أما ما تم اليوم من طلب تعبئة النماذج من قبل المتقدمين فأعتقد أن ذلك كان يجب أن يتم منذ البداية لمتنافسين بشكل حر، ويتم إختيار القائمة المصغرة منهم، وهنا يبرز سؤال محير، كيف تم إختيار قائمة العشرين وعلى أي أساس بما أنه لا توجد معلومات منمذجة للمختارين ! بحسب ما صرح المجلس الموقر! افيدونا يا رعاكم الله، وهل تم الأمر بشكل إنتقائي خارج إطار المعلومة؟ وهنا اذكر بهرم المعرفة الذي يقول، بيانات تولد معلومات، معلومات تولد معرفة والمعرفة تولد القرار الحكيم فهل تم ذلك؟ لا أظن!

أما ما تسرب بشأن البند الجديدالذي أعتُبر بمثابة استعاضة عن المقابلة الشخصية وهو .. ماهي المشاريع المستقبلية التي يفكر المرشح القيام بها في حال تم تعيينه رئيسا للجامعة الهاشمية …فهو مثير للدهشة، المقابلة الشخصية هي لقراءة شخص المتقدم وحضوره الذهني والشخصي وقراءة ما هو غير مكتوب في الورق، ولا يمكن بأي حال ان نستعيظ عن المقابلة بسؤال كهذا، إجابته جاهزة وأجزم انها ستكون واحدة لدى الجميع، لأن إمكانات الجامعة ومعطياتها معروفة، ويستطيع كل متقدم أن يشطح بخياله كما يريد وأما التنفيذ فالتجارب تقول أننا ننظر اكثر بالف مرة مما نفعل!

في النهاية لا اعتقد أنه يجب ان نمارس هذا الماراثون في كل مرة لتعيين رئيس أي جامعة، فهل تكون تجربة الهاشمية درسا لنحفظ درسنا بشكل جيد! نتمنى ذلك… . حمى الله الأردن.

Scroll to Top