خطاب نصرالله يضاعف غضب المحتجين اللبنانيين

Stocks27 أكتوبر 2019آخر تحديث :
خطاب نصرالله يضاعف غضب المحتجين اللبنانيين

آفاق نيوز : مرحلة جديدة بدأها لبنان منذ أقل من أسبوعين مع بدء التظاهرات ضد الفساد، لكن هذه المرحلة تحولت إلى نقطة مفصلية بعد خطاب زعيم حزب الله حسن نصرالله، بمواجهة المحتجين في المدن اللبنانية، نقطة أقل ما يمكن وصفها بالخطيرة والمفتوحة على احتمالات سوداء تهدد الوضع اللبناني.
تصريحات نصر الله التي جاءت بعد قيام مجموعات تابعة لحزب الله بمهاجمة المحتجين، منذ بدء الاحتجاجات في مدن صور، والنبطية، وبنت جبيل، وصولاً إلى ساحة رياض الصلح في بيروت، هذه التصريحات بدل أن تساهم في التهدئة التي تحدث عنها رئيس الحكومة سعد الحريري، دفعت إلى مواجهة مباشرة بين من يطالبون بمكافحة الفساد وبين العهد وحلفائه.
هجمات منظمة
فشوارع وسط بيروت شهدت هجمات منظمة لأعضاء من حزب الله مع مناصرين لهم، في محاولة لدفع الناس للخروج من الشارع، فيما شهدت قبلها مدينة النبطية هجوماً شنه أيضاً أعضاء من الحزب على المحتجين العزل، ما استدعى تدخل الجيش بعد سقوط جرحى.
حديث نصرالله الذي استخدم فيه ما أمكنه من حركات بوجهه ليظهر أن لديه معلومات عن المتظاهرين، وأن حزبه يعرف أن المحتجين يعملون لصالح “السفارات الأجنبية والجهات الممولة” كما سماها، هذه التصريحات وما فيها من اتهامات، جاءرد فعل الناس عليها مفاجئاً، وبدل أن يجلس الناس في بيوتهم خوفاً، خرج المحتجون بالآلاف إلى شوارع المدن كلها من جديد، للدفاع عن أنفسهم بمواجهة الاتهامات، وللحفاظ على حق التظاهر والعيش بأمان دون فساد.
“شيطنة” المحتجين
اللافت أن نصرالله ومنذ انطلاق الاحتجاجات اتخذ موقفاً مهاجماً لها، في الشارع عبر مناصريه وعناصر حزبه، وفي موقفه المعلن الذي اتخذ فيه قرار مواجهة المواطنين، عبر “شيطنة” المحتجين، ومحاولة شد العصب الطائفي من خلال الإيحاء بأنه وحزبه ومن خلفهم الممانعة مستهدفين من هذه التحركات.
بالنسبة لحزب الله في الوقت الحالي المطلوب هو الحفاظ على القدر الأكبر من تخويف الناس لمنعهم من التحرك في الشارع، ولكن المحتجين في واد آخر، فبعد خطاب نصرالله التهديدي الذي رافقه حملة تظاهرات منظمة لمناصريه، اختار المواطنون العودة إلى الشارع لرفض التهديد والاتهامات، وخصوصاً في مناطق محسوبة على حزب الله مثل مدن النبطية وصور، عدا عن بيروت وطرابلس وساحل المتن الشمالي وكسروان والبقاع.
استقالة الحريري
بعد خطاب نصرالله توجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، تسريبات اللقاء تحدثت عن تحضير الحريري نفسه لإعلان استقالة حكومته وتشكيل حكومة بديلة برئاسته مؤلفة من 14 وزيراً من الاختصاصيين، من ضمن اتفاق سياسي.
وأشارت المصادر إلى أن الاستقالة ستعقب إنجاز الاتفاق على أعضاء الحكومة الجديدة، من غير السياسيين، ولكن كما يتضح حتى الآن فالصراع بين قوى السلطة مستمر على تقاسم المقاعد الوزارية بين بعضها البعض على وقع التحركات في الشارع، وهو ما يشير إلى أن هذا الفساد الذي يديره حزب الله لن يتبدل ولن يتحول إلى حكم نزيه كما يريد المحتجون.
وهذا ما دفع الناشطين إلى التحذير من أن المرحلة المقبلة ربما تشهد سيناريوهات وصفوها بالبشعة، سيعتمدها حزب الله وحلفاؤه بمواجهة المحتجين، لإخراجهم من الشارع، ومنعهم من الاعتراض مرة ثانية على إدارته للبنان والفساد المستشري فيها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه