منبر الكلمة

“أبو السعيد” .. رحل وما يزال بين جلّاسه.. ماذا قال عنه “أبو عزمي”؟

عبد الحافظ الهروط

قد يشاركني الرأي زملاء كثر، عملوا مع المرحوم الاستاذ نظمي السعيد،في صحيفة”الرأي” وفي صحف ووسائل إعلام أُخرى، بأن الحديث عن أوفى رجل لمؤسسته الصحفية، لم يقتصر على مناسبة رحيله، فهو الغائب الحاضر بين جلاّسه، في كل موقف وكل قصة.
“أبو السعيد” يعيش معنا، شعوراً وذكرى وبالنسبة لي ، فهو المعلّم بكل شيء، تعاملاً ومهنة وتوجيهاً ونصيحة وحرصاً ومحبة ووداً،وجميعها شكلت عندي قدوة به، أخذت ما أخذت منها، وما استطعت، ليظل أُستاذاً لي، ما دمت على قيد الحياة، وقلب لي ينبض، ولسان ينطق، وقلم يكتب، أو الضغط على زر لوح أو حرف من حروف التكنولوجيا الحديثة.
ومهما كتبت وغيري، عن أكرم رجل تعاملنا معه، فإننا كما لو أحدنا غمس قلمه في بحر، ولكن اكتفي بمشهد سعدت به، وكيف تكون العلاقة بين المسؤول والزملاء، وبين الزملاء أنفسهم، لإضفاء أجواء المودة والاحترام المتبادل.
فجأة، دخل إلى الدائرة الرياضية
“عميد الرأي” المرحوم الاستاذ محمود الكايد، ومعه موظف المقسم المرحوم الزميل محمد فلاح عنيزات.
بصوته الخافت، سأل ” أبو عزمي”: أبو السعيد، موجود؟!
سارعنا إلى مكتب معلمنا، وعندما حاول “أبو السعيد” استقبال المرحوم الكايد، كان الأخير قد وصل، ليمازحه بعبارة” يا نظمي، هذا الموقف لسيارة رئيس التحرير ، مسكّر عليّ”. . ضحك الجميع، وكان رد شيخ الإعلام الرياضي.. ما توقعتك “ابو عزمي تغادر الجريدة بهذا الوقت، وأصلاً انا مروّح ع البيت( كان الوقت بعد الظهيرة) .
ذهبنا جميعاً إلى باب الكراج، وما هي إلا لحظة، حتى أطلق “ابو السعيد” العنان لسيارته المرسيدس مغادراً، وصوت عجلاتها كما لو هو في سباق رالي، فقال ” أبو عزمي” على مسامعنا، ما شااااء الله ما شاااااااء الله، شباب شباب… تفضلوا شوفوا؟.
رحم الله، أبا عزمي وأبا السعيد، الأول كان المصدّ لكل التهديدات التي تعرّض لها أبناء الرأي من كل مسؤول وجهة،
وتكون الصحيفة الاولى، بفضل ادارته وخبرات الزملاء والزميلات، “سفير الأردن” والمسافر الذي يجوب العالم عبر الخطوط الجوية.
والثاني، جعل الصفحات الرياضية في أخبارها ومقالاتها وتحليلاتها، منافسة لوسائل العالم العربي، لا بل تتفوق عليها في كثير مما تنشره، مثلما يكنّ الأردنيون والعرب له ولشخوص من هم معه، كل الاحترام والتقدير.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى